فاطمة علي العبيدي ||
ان ضربة علي بن أبي طالب عليه السلام هي شق الاسلام الى عدت توجهات وأحزاب اذا صح التعبير.
تعتبر هذه الضربة نقطة التحول في تاريخ الإسلام،
حيث أدت إلى ظهور مجموعة من الفرق والاجتهادات التي أسست لرؤى سياسية ودينية متباينة.
نجد المشهد ليس بغريب لان امير المؤمنين قد جعل حكمه لايوجد مثله ولا بعده اربع سنوات حيث كان يحرص على تحقيق العدالة
الاجتماعية والمساواة بين جميع المسلمين، وكانت سياسته الاقتصادية تسعى إلى القضاء على الفقر.
في تلك الفترة، لم يكن هنالك فقير سواء من المسلمين أو من غير دين المسلمين، إذ عمل على توحيد الصفوف وإسعاد القلوب،
مما جعله رمزاً للعدالة.
سؤال يطرح نفسه: من هم الأعداء الذين ساهموا في تفكيك وحدة المسلمين فيما بعد؟ وما دور الأحزاب في هذا الزمان وشق الذي حصل عند المسلمين الشيعه؟
إن المعضلة التي تواجه العالم الإسلامي اليوم تتمثل في كيفية معالجة الفتن التي أسهمت في تباعد الصفوف بين المسلمين.
وعلينا أن نتساءل: من المسؤول عن تفكيك وحدة المسلمين وتقويتها في نفس الوقت، وكيف يمكننا تجاوز تلك الأزمات لبناء مجتمع متماسك يحتفي بتنوع كل مكوناته؟
في خضم الفتنة التي انتشرت بعد تلك الضربة، نجد أن هناك قوى متعددة كانت تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب الوحدة الإسلامية.
فقد برزت العوامل السياسية والاجتماعية كأدوات لتفكيك هذه الوحدة.
على سبيل المثال، استغل بعض من مختلف القبائل العربية هذه الفتنة لتعزيز سلطتهم الخاصة، بينما عمل فقهاء و علماء على استغلال الخلافات لتفسير وتقديم رؤى متباينة للدين.
هؤلاء كانوا يحمّلون مسؤولية الانقسام قتلى ومجموعة من المؤامرات المخططة ضد الأمة الإسلامية.
كما أن تأثير الأحزاب السياسية الحديثة لم يكن بعيداً عن تلك القضايا، حيث تحول الصراع الديني إلى تنافس سياسي صارخ، مما زاد من تعميق الشقوق.
إن الصراعات التي طالت المسلمين جعلت من الصعب الوصول إلى توافق جامع، وذلك بسبب التباين في المعتقدات والأفكار السياسية.
وفي ختام هذه التحليلات، يجب أن ندرك أهمية الحوار والتفاعل الإيجابي بين مختلف الطوائف، كي نتمكن من إيجاد حلول عملية تنقلنا من حالة الفتنة إلى حالة التعايش السلمي و المستدام،
حيث يمكن لكل طرف أن يعبر عن هويته دون أن تؤثر سلباً على الآخرين.
إن بناء مجتمع متماسك يتطلب شجاعة ورغبة حقيقية للمضي نحو السلام، بدلاً من التمسك بالخلافات التي ديمنت طيلة عقود.