جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف عن أي غيرة تتحدث يا مشعان؟

عن أي غيرة تتحدث يا مشعان؟

حجم الخط

 


سمير السعد 

في زمن تتبدل فيه المواقف كما تتبدل الفصول، خرج علينا السيد مشعان  مدافعًا عن زيارة الجولاني إلى بغداد – رغم أنه ما زال مدرجًا على لائحة الإرهاب الدولية – واصفًا إياه بأنه “أبو غيرة”، جاء إلى العراق لمواجهة الغزو الأميركي، متهمًا الأصوات الرافضة لزيارته بالطائفية، فقط لأنه سني، بينما على حد زعمه، أقرانه من الطائفة الأخرى حوّلهم الإعلام إلى “مجـ،ـاهدين”.

لكن لنسأل السيد مشعان عن أي غيرة تتحدث؟ وعن أي وطنية تصف بها رجلاً اتُّهم – كما غيره – بالمشاركة في دماء السوريين والعراقيين، وتاريخه ليس ناصع البياض؟ وكيف لك أن تتغنى بـ”الغيرة الوطنية” لمن لم يلبث أن غادر البلاد فور خروجه من السجن، بينما بقي الشرفاء من مختلف الطوائف يواجهون آلة الاحتلال والدمار، ويدفعون حياتهم ثمناً لحبهم لهذا الوطن الجريح؟

تناقضاته  ليست جديدة، فقد عرفه العراقيون بمواقفه المتقلبة، تارة يمتدح إيران ويبارك نفوذها، وتارة يهاجمها وينعتها بالصفوية، وكأن ذاكرة الناس قصيرة لا تحفظ تصريحاته القديمة. واليوم، ها هو يخلط الأوراق، فيساوي بين القاتل والمقاوم، وبين من نكّل بالشعب ومن حمل السلاح دفاعًا عن الأرض والعِرض.

الوطن لا يُختزل في طائفة، ولا في لحظة عاطفية، ولا في سجالات السياسة الرخيصة. الغيرة الحقيقية لا تُقاس بالكلمات المنمقة، بل بالمواقف المشرفة، وشتان بين من قاتل من أجل التحرير، ومن قاتل من أجل السلطة والدم.

يا مشعان، إن لم تستحِ فاصنع ما شئت، لكن اعلم أن ذاكرة العراقيين لا تُخدع بسهولة، وأنهم باتوا يميزون بين الغيرة الزائفة، والولاء الحقيقي لهذا الوطن الجريح.

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال