الكاتب والباحث والاكاديمي صلاح الاركوازي ||
ان الكاتب المنصف والعلمي عندما يكتب في موضوع معين فلا الحب والا البغض يدفعه للكتابة بل المادة العلمية المجردة فقط هو ما يعتمد عليه هذا الكتابة او البحث أو الدراسة وهذا ما اعتمدنا عليه في كل كتاباتنا وفي موضوعنا هذا ، عندما نريد ان نبحث في طبيعة العلاقه بين المركز والاقليم بعد سقوط الطاغية في 2003 نجد بان المشاكل والازمات كانت هي من تحكم هذه العلاقة،
فالاقليم ولا سيما بعد تولي رئيس الوزراء الحالي لرئاسة الاقليم نجد بان اسلوب الادارة بالازمات وافتعال المشاكل هي اللغة السائدة على مستوى الاقليم و في التعامل مع المركز ،فضلا عن عدم اعترافها باي قرارات تصدر من حكومة المركزية والتي لا تصب في مصالح الاحزاب والعوائل الحاكمة منها قضية النفط والغاز والواردات الفيدرالية ومساءلة التوطين لرواتب موظفي الاقليم والتي اصبحت عقدة من الصعب فتحها وحلها، كون ان الاقليم وبالتحديد العائلتين الحاكمتين تريد ان تبقي الوضع كما هو عليه وبالمقابل نجد انه هنالك نوعا ما بعض المرونه من قبل الحكومه المركزية .
اِن سياسة عدم المبالات تجاه القرارات المركزية هي السائدة لدى حكومة الاقليم وأيضا هنالك مساءلة مهمة حيث نجد بان المئات من الوفود من الاقليم التي تزور حكومة المركز وتحديداً فيما يخص قضية الرواتب فالعامل المشترك لكل هذه الوفود بانها لا تملك صلاحية النطق بحرف واحد وليس اتخاذ قرار بل يجب عليها الرجوع الى قمة الهرم من اجل ان يعطي الاوامر والتعليمات والتي بطبيعة الحال هي اوامر وتعليمات تأزيمية،
حيث تسعى حكومة الاقليم دائما الى تأزيم الوضع من اجل التغطية على السرقات الضخمة في مجال النفط والغاز والواردات والارقام الوهمية لعدد الموظفين في اقليم كردستان وبطبيعة الحال هذه الامور من الصعب جداً ان تحل ،
بتوقعي فان الامور ستبقى على ما هي عليه ما لم يستجد شيء قوي يُجبر من خلاله حكومة الاقليم الرضوخ وذلك عندما تحس بان مصالحها في خطر عندها سوف تقدم كل ما تحتاجه الحكومة المركزية من اجوبة او حلول للامور والازمات العالقة بينهما منذ اكثر من 20 عاما وهذه المرونة من قبل الحكومة المركزية تفسيراتها في الاقليم تختلف فلعائلتين الحاكمتين تعتبرها حقاً دستورياً بينما احزاب المعارضة تعتبرها مرونة وتسهيلات من المركز للاقليم.
وحل هذه الامور تكمن في تدخل دولة قوية جداً تُجبر حكومة الاقليم على القبول بقرارات المحكمة الاتحادية والقرارات المركزية، لكن هذه الحكومه القوية بطبيعة الحال هي جزء من هذه الازمات بل هي من تصنع هذه الازمات في كثير من الاحيان ،لذلك فالامور باقية كما هي والمراوحة في نفس المكان هو السائد الى اليوم ، والى ان يستجد شيئا جديداً فلا تغيير على الوضع القائم وان ادارة بالازمات هي السياسة التي تنتهجها حكومة الاقليم ولا سيما له استمر الحكم بيد رئيس الوزراء….
وحتما المتابع اليوم للشأن السياسي في اقليم كردستان يتوصل الى حقيقة واحدة الا وهي قد تكون عند البعض حقيقة مُرة وعند البعض قد تكون حقيقة مقبولة لكن بشكل عام هذه الحقيقة هي سبب كل الازمات والمشاكل التي تمر بها أقليم كردستان وهذه الحقيقو هي ان الحاكم الاوحد والمطلق الذي يدير الامور سواء داخل العائلة او الحزب او الحكومة اوفي الاقليم كردستان.
وحتى في التعاملات مع بغداد او الدول الاقليمية والعالم هو شخص واحد والمتمثله بشخص رئيس الوزراء الاقليم مسرور البرزاني ،ولو حاولنا دراسة شخصيته ، نجد بان شخصيته تميل الى الديكتاتورية المطلقة وعدم القبول بالرأي الاخر وبشيء اسمه المعارضة وكلامه يجب ان ينفذ بدون نقاش وبحذافيره ، وهو يتعامل بشكوك امنية وسياسية مع الطرف الاخر ويميل الى العنف وفرض ما يريده هو مهما كلف الامر ومهما كانت العواقب والنتائج ،
فلا مجال لشيء اسمه المعارضة ولا مجال امام تعدد الاراء ولا مجال لان يكون هنالك صوت يقول له كلا والا فأن المصير اما القتل او السجن، فخيرات العائلة والحزب وكردستان كلها تحت تصرفه ويصرف الملايين من اجل ان يلتقي بشخص او احد الرؤساء وهو كما معلوم و تحديدا في امريكا ممكن ان تلتقي باي شخص لقاء مبلغ وهذا المبلغ يعتمد على من هو هذا الشخص ، ايضا الخلاف الكبير بينه وبين رئيس اقليم كردستان وصهره وابن عمه هذا ايضا عامل اخر يزيد من تفرده في العائلة والحزب والدولة ولو نستمع الى القناتين اللتين يملكانها وهو كي 24 وقناه روداو تستطيع ان تلمس هذا الخلاف المتجذر والعميق بين الشخصيتين.
اِن كل الازمات التي تحدث مع حكومة المركز يعتبر رئيس الوزراء الاقليم هو مهندسها وهو من يديرها وهو من يصدر الاوامر من اجل تأزيم وتعميق هذه الخلافات وخلق أزمات جديدة كل ذلك من اجل ان يبرز رأيه وأظهار نفسه من خلال هذه الاراء ومن خلال صناعته للازمات كي يوصل رسالة للاخرين بانه الشخص الاوحد والقوي في اقليم كردستان وهذا ما يدفع ثمنه غالياً شعب كردستان وسيظل يدفع ثمنه وهذا الثمن بطبيعة الحال سوف يكون اغلى بعد كل تجربة وبعد كل أزمة يتم صنعها من قبل هذه الحكومة والتي هي حكومة تصريف اعمال أساساً ……..وللحديث بقية.