جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 


سمير السعد 


في وطنٍ يُفترض أن يجمعنا، لا يزال البعض يعيش على فتات مفردات بالية، يحاول من خلالها أن يعلو فوق الآخرين بصوت طائفي أجوف. وبينما يغوص العراق في بحور الفساد، يطلّ علينا بين الحين والآخر  خنجر مزنجر فاشل، أو  مشعون مهرج فضائي، يردد على مسامعنا كلمة “شروگي” وكأنها تهمة أو عار، بينما هو يغرق حتى أذنيه في مستنقعات الخيانة والسرقة وانعدام الأخلاق.

فليطمئن السادة من صنف “الطائفي العابر للمحاصصة” — نقولها لكم بلسان سومري وأكدي أصيل ، الشروگية هم الأصل، هم أبناء “شروكين”، سرجون الأكدي، أول من وحّد العراق قبل أن تعرفوا أنتم معنى الخريطة أصلاً. الشروگية هم ورثة حضارة اخترعت الكتابة . 

“شروكين” تعني الملك الأصيل، لا المستورد على ظهر دبابة أو المتسلل في صناديق المساعدات. ولأن الأصيل لا يُقلل من شأنه إلا المُزوَّر، فقد حاولتم تحريف المعنى، تماماً كما حرفتم مفهوم الوطنية، فصرتم تعتبرون التبعية بطولة، والتفريط شجاعة.

أما الجنوب، هذا الذي تتطاولون عليه، فهو الأرض التي أنبتت أول حرف، وأول قانون، وأول معبد. هو من علّم العالم كيف يُدار حقل، وكيف تُبنى حضارة، لا كيف تُنهب ميزانية. وأهله هم من قدّموا آلاف الشهداء لتحرير الأرض، لا من قدّموا الولاءات في مزادات السفارات.

ومن العجيب أن يخرج علينا اليوم من يسمّون أنفسهم “قيادات”، وهم أقرب لفرق السيرك السياسي، يسخرون من الجنوب وأهله، بينما ماضيهم يقطر خيانة، وحاضرهم يقطر نفطاً منهوباً، ومستقبلهم… مزبلة التاريخ التي تنتظرهم بفارغ الصبر.

فهل عرفتم الآن من هم الشروگية؟

هم الذين لم يبدّلوا حبهم للوطن بدنانير، ولم يساوموا على دم أبنائه بمناصب. هم من إذا جاعوا لم ينهبوا، وإذا ظلموا لم يخونوا.

هم الذين تتكئون على ظهورهم في الشدائد والمحن وأيام الارهاب وداعش هل نسيتم !! ؟ ، ثم تطعنونهم في أول خطاب.

فلا عجب أن ترتعد أطرافكم من كلمة “شروگي”، لأنها تذكّركم بأن الأصيل يبقى، والمزوّر يُكشف.

أما أنتم، فأنتم مجرد هوامش على هامش التاريخ، كلما ضاق بكم المكان في الحاضر، حاولتم النيل من منبع الأصل… من الشروگية.

اخيرا .. ليس كل من قرأ كتاب “سرجون الأكدي” صار مؤرخاً، لكن كل من وُلد جنوب دجلة صار شروگياً… أي أصيلاً، وفوق هذا، ما يبيع وطنه بـ”خنجر”، ولا يصافح المحتل بـ”مشعون ”، ولا يبني مجده على فتات طائفية ومزاد خيانة.

والسلام على الجنوب… حين يُهان، فيُشرف.

والعار لكل من ظن أن الأصالة تُشترى… أو تُباع.

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال