جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف تحديث بنية الدولة العراقية من مرحلة التحرير إلى مرحلة البناء..!

تحديث بنية الدولة العراقية من مرحلة التحرير إلى مرحلة البناء..!

حجم الخط

 

حسن الربيعي ||


شكّل عام ٢٠٠٣ منعطفًا مصيريًّا في تاريخ العراق، انتقل فيه من حُكمٍ شمولي مهترئ إلى مشروع ديمقراطي واعد. لكن هذا الانتقال واجه ثلاث معضلات متشابكة:

– إرثٌ مؤسسي مدمَّر خلفه نظام البعث الصدامي.

– احتلالٌ أجنبي وظّف “الفوضى الخلاقة” لتفكيك الدولة.

– غزوٌ إرهابي كاد يُحوِّل الصراع السياسي إلى حرب طائفية.

في هذا المخاض، والعمل السياسي الدؤوب، والبناء التدريجي لمؤسسات الدولة، ولمواجهة التحديات العسكرية والأمنية برزت فصائل المقاومة والحشد الشعبي كقوة ردع وإسناد للقوات المسلحة العراقية، مستجيبة لنداء المرجعية الدينية وحفاظًا على وجود الدولة، وحماية للشعب والمقدسات، وتمهيدًا لمرحلةٍ أكثر تعقيدًا تتمثل ببناء دولة عصرية تحقق التقدم والرفاهية.

وبعد عشرون عامًا من التغيير برزت إشكالية جوهرية تمثلت بـ*فجوة بين التحرير والبناء*، تجلّت عبر:

الفساد الهيكلي والإداري والمالي؛ الذي حوّل قدرات الدولة وثرواتها إلى غنائم ومكاسب غير مشروعة؛ أدّت إلى إضعاف ثقة أغلبية أبناء الشعب بمؤسسات الدولة وشخوصها.

ضعف التخطيط، وعدم وضوح الرؤية، والمجاملات على حساب المصلحة العامة؛ مما خلق اطماعًا لدى بعض القيادات السياسية خصوصًا في اقليم كردستان.

قيادات متقادمة متمسكة بزمام الأمور مستعينة بثرائها المالي وسيطرتها على مناصب مهمة وعميقة، تعرقل قيام قيادات بديلة مؤهلة؛ مما أدى إلى شيخوخة الادارة العليا للعملية السياسية، وجمود في صنع القرار، وعدم القدرة على مواكبة التغيرات الإقليمية والدولية، وإضعاف دور العراق دوليًا.

الثلاثي أعلاه أوصل العملية السياسية إلى طريق مسدود جاعلًا التجديد السياسي حاجة وطنية وأخلاقية ملحّة.

هنا برز دور حركة الصادقون كنموذج للتجديد والنهوض، منطلقة من واجبها الشرعي والوطني والأخلاقي، وهي تتمتع بقيادة شابة متمثلة بسماحة الشيخ الأمين قيس الخزعلي، ومشاركة الهيئة القيادية للحركة، وطيف واسع من النخب والكفاءات، وكوادر واعية وشجاعة، وجمهور محب لمبادئ الحركة وللعراق وشعبه الأصيل.

وقد خططت قيادة الحركة بدقة وهدوء، وطرحت رؤيتها عبر خطابات واضحة وجريئة تمثل تشخيصًا للمشكلات، وحلولًا ناضجة وواقعية، وقد ركزت على:

تجديد القيادات، ومنح فرص للشباب، والكفاءات العلمية، والشخصيات الناجحة، لتشكل مؤسسات قادرة على توظيف التكنولوجيا في الإدارة قادرة على مواكبة تحولات الاقتصاد العالمي.

تقديم استراتيجية العراق والعراقي أولًا، والعمل على تسخير مؤسسات الدولة وثرواتها لبناء الوطن والمواطن، خصوصًا في مجال (الصحة، التعليم، الطاقة، الزراعة، الضمان الاجتماعي، والسكن).

محاربة الفساد، وتفعيل الشفافية الرقمية.

تعزيز السلطة القضائية وإسنادها بالقوانين المناسبة لتجسيد العدالة الاجتماعية.

تطوير مفهوم الأمن ليشمل: الأمن الاقتصادي، الغذائي، الرقمي، بالإضافة إلى الأمن العام، وأمن المؤسسات.

خاتمة:

أبطال مرحلة التحرير وحماة الوطن، يتقدمون اليوم للمساهمة الفاعلة في بناء الوطن والمواطن.. حركة الصادقون التي تحمل شرعية المقاومة وإرثها وبطولاتها، تقدم مشروعها لبناء النهضة الحضارية للعراق المعاصر؛ لتكون جسرًا بين مرحلتين.. وانطلاقة نحو المجد والأمل المنشود.

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال