علاء الطائي ||
يُعد مضيق هرمز واحدًا من أكثر الممرات المائية استراتيجية في العالم، حيث يعبر من خلاله ما يقارب 20% من تجارة النفط العالمية وأكثر من 40% من النفط المنقول بحراً، يقع هذا الممر الحيوي بين الخليج الفارسي وخليج عمان، ويمثل شريان الحياة لاقتصادات العراق والكويت وقطر والبحرين، الذين يعتمدون عليه كلياً لتصدير نفطهم.
في ظل تصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة، ومع اتساع رقعة المواجهة بين إيران والكيان الصهيوني، عاد الحديث بقوة عن سيناريو غلق المضيق كخيار استراتيجي مطروح على الطاولة الإيرانية، خصوصاً إذا استمرت الحرب في التصعيد أو انتقلت إلى جبهات أكثر سخونة.
إيران طالما لوّحت بهذا الخيار خلال الأزمات الكبرى، لكن اليوم يبدو أن المشهد مختلف:
المنطقة على أعتاب حرب لا يمكن التكهن بموعد انتهائها، و الاصطفافات باتت أكثر وضوحاً، والأسواق العالمية باتت أكثر هشاشة أمام أي تهديد جدي لهذا الممر، تداعيات غلق مضيق هرمز إذا قررت إيران إغلاق مضيق هرمز فعلياً – أو حتى نفذت عمليات نوعية تعيق حركة الملاحة – فالعالم سيواجه عواقب اقتصادية مدمرة، أبرزها:
١. انفجار أسعار النفط:
يمكن أن ترتفع الأسعار إلى مستويات قياسية تتجاوز 150 دولاراً للبرميل خلال أيام قليلة.
٢. انهيار سلاسل التوريد:
دول الخليج التي تعتمد كلياً على المضيق ستجد نفسها محاصرة بدون منافذ بديلة لتصدير نفطها.
٣. أزمة اقتصادية عالمية:
ستؤدي الزيادة الهائلة في أسعار الطاقة إلى تضخم عالمي يضرب الاقتصادات المتقدمة والناشئة على حد سواء.
٤. تصعيد عسكري واسع:
إغلاق المضيق سيجبر الولايات المتحدة وحلفائها على التدخل العسكري المباشر لإعادة فتحه وهو ما قد يؤدي إلى حرب إقليمية شاملة.
١-خيارات الولايات المتحدة:
-تدخل بحري سريع
-نشر قوات بحرية إضافية لضمان حرية الملاحة وإعادة فتح المضيق بالقوة.
-ضربات عسكرية استباقية
-استهداف منصات الصواريخ والسواحل الإيرانية التي تهدد الملاحة.
٢-التصعيد الاقتصادي:
-فرض عقوبات خانقة غير مسبوقة على إيران.
٣-خيارات إيران:
-إغلاق كامل أو جزئي
-تنفيذ عمليات تكتيكية لتعطيل الملاحة دون إعلان رسمي عن الإغلاق.
-استهداف السفن
الهجمات على ناقلات النفط كما حصل في أزمات سابقة.
-اللجوء إلى الوكلاء
تحريك حلفائها في اليمن والعراق ولبنان لفتح جبهات متزامنة.
٤-دور الصين:
-تعتمد بشكل كبير على نفط الخليج وستضغط باتجاه التهدئة لكنها قد -تتخذ خطوات لتعزيز علاقتها بإيران كورقة ضغط على الغرب.
٥-روسيا:
-قد تستغل الموقف لدفع أوروبا لمزيد من الارتهان لمصادر الطاقة الروسية
-وقد تدعم إيران سياسياً وعسكرياً بشكل غير مباشر.
٦-تأثيرات على الأسواق:
-الأسواق ستواجه موجة من الذعر.
-اضطراب في سلاسل التوريد النفطية العالمية.
-ارتفاع تكلفة التأمين على السفن العابرة للمضيق.
٧-مواقف الدول الإقليمية:
-السعودية والإمارات تجدان نفسيهما في وضع حرج للغاية خصوصاً مع محدودية خيارات التصدير عبر موانئ بديلة.
-العراق قد يستفيد جزئياً عبر المنافذ التركية لكن الوضع الأمني سيجبره على الحذر.
-قطر والكويت في دائرة الخطر المباشر.
ختاماً..يبقى مضيق هرمز هو بوابة النار في أي حرب مقبلة في المنطقة السيناريوهات مفتوحة على كل الاحتمالات، لكن المؤكد أن أي اضطراب في المضيق سيتجاوز تأثيره حدود الشرق الأوسط ليهز الاقتصاد العالمي بأسره.