جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف إيران تناور الجميع واستخدمت النفس الطويل في إدارة المعركة..!

إيران تناور الجميع واستخدمت النفس الطويل في إدارة المعركة..!

حجم الخط

 


محمود المغربي ||


بعد أن انقشع غبار المعركة، أصبحت الصورة واضحة. ربما تكون إيران قد خدعت الجميع وتظاهرت بأنها فوجئت بالعدوان الصهيوني، وأنها عانت من فشل واختراق وضعف في الاستعداد، وأن مخطط العدو نجح إلى حدٍ ما في شل حركتها، ودمّر أهدافًا حيوية، ونفذ سلسلة اغتيالات.

إلا أن الأمر لم يكن بهذه الدرجة من السوداوية. فقد بالغ العدو في تصوير ما حدث، وحتى نحن كنا متشائمين وببالغنا في الحديث عن قوة العدو وعن فشل إيراني، دون أن ندرك أن القيادة الإيرانية تعاملت مع الأمر ببرود شديد، وكانت تدير المعركة بنفس طويل وأعصابٍ من حديد، وهي تخطط لصراع طويل الأمد بدأت الرد والمواجهة برتّم منخفض للغاية، لكنه يأخذ شكلًا تصاعديًّا بمرور الأيام.

وقد عطّلت دفاعاتها الجوية لتُمتصَّ نشاط واندفاع العدو، الذي خاض الصراع برتّم معاكس تمامًا للرتّم الإيراني؛ إذ بدأ بكل ما لديه من قوة، وألقى بكل ثقله، واستخدم كل أوراقه الرابحة في الأيام الأولى للعدوان، فيما استخدمت إيران الحد الأدنى من قوتها في الأسبوع الأول، ثم بدأت في الرد التصاعدي، وعملت على استنزاف أهم ما يمتلكه العدو من قوة وإمكانات.

وفي حين ركز الكيان على الأهداف التي يعتقد أنها مهمة، ذهبت إيران لتستهدف أهم نقطة ضعف في الكيان، وهي القوة البشرية والتركيبة السكانية الهشة التي سرعان ما بدأت بالانهيار تحت وطأة الضربات الإيرانية التي استهدفت مؤسسات الدولة في عاصمة الكيان والمدن الكبيرة والقريبة من الأحياء السكنية المكتظة بالمدنيين، مما خلق حالة من الصدمة والرعب والانهيار النفسي، ودفع الكثيرين إلى محاولة الهروب ومغادرة الكيان دون عودة.

وتجاهلت إيران المنشآت الحيوية البعيدة عن الثقل السكاني، لأنها تعلم أن العدو الصهيوني لا يهتم بالماديات، وهناك دول الخليج وأوروبا وأمريكا ستقوم بإعادة بناء كل ما يُدمّر داخل الكيان، بل وأفضل مما كان. لكن الكيان يخشى الخسارة البشرية الباهظة، والتي تم جلبها من مختلف دول العالم، وجمّع هذا العدد الكبير من اليهود في كيان واحد منذ هجرة اليهود مع موسى للهروب من فرعون.

والكيان يدرك أن مغادرة الصهاينة تعني نهاية الكيان، وأن من المستحيل إعادة تجميعهم مرة أخرى فيه.

وهذا ما دفع أمريكا والغرب إلى التحرك العاجل وإرسال البوارج والسفن الحربية والعمل على التصدي للصواريخ الإيرانية قبل أن تصل إلى الكيان. حتى أن الأردن وحدها أسقطت ما يقارب 80 صاروخًا إيرانيًّا وعشرات الطائرات المسيرة، وكذلك فعلت دول الخليج، وقد تمنى النظام السعودي والإماراتي أن تسقط الصواريخ الإيرانية على أبو ظبي والرياض ولا أن تصل إلى تل أبيب.

واليوم، وبعد ثلاثة أيام من توقف المواجهات بين إيران والكيان الصهيوني، بدأت الصور تظهر الحقيقة الكاملة لما حدث، وحجم الدمار الذي طال كل شيء، وجعل من تل أبيب تبدو وكأنها باريس أو برلين بعد أيام من توقف الحرب العالمية الثانية، وأعاد إلى أذهان اليهود ما حدث لهم في تلك الفترة، وكم كانوا قريبين في الأيام الماضية من محرقة جديدة أكثر دمارًا وتأثيرًا، مما جعلهم يدركون أن الظلم والجرائم التي ارتكبوها بحق أبناء غزة لن تمر مرور الكرام، وأن لها ثمنًا باهظًا سوف يدفعوه عاجلاً أو آجلًا، وأن نهاية هذا الكيان المجرم باتت وشيكة، وقد وصل إلى آخر أيامه.

الخلاصة:

ما حدث في الأيام الماضية يُظهر أن إيران لم تكن ضحية، بل كانت صانعة اللعبة، وأن استراتيجيتها الجديدة قد غيرت موازين القوى في المنطقة. والأهم من ذلك، أنها حققت أثراً نفسياً عميقاً لدى العدو، قد يكون له دور أكبر من التدمير النفسي في إسقاط الكيان مستقبلاً.

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال