جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف عقيل بن أبي طالب؛ الهاشميُّ المُفترَى عليه..!

عقيل بن أبي طالب؛ الهاشميُّ المُفترَى عليه..!

حجم الخط

 


د. أمل الأسدي ||

عقيل بن أبي طالب، أخو الإمام عليّ وسنده ورفيقه، ليس هو فحسب، بل جنّد أولاده أيضا لخدمة الإسلام ونصرة الحق. هذا الهاشمي الكبير يتردد اسمه في المجالس والمحافل، لكن بطريقةٍ تمسُّه وتنال منه، عبر روايةٍ أمويةٍ رخيصةٍ وُضعت ككثيرٍ من الروايات الكاذبة والأخبار المزيفة.

فمتى يقرأ الجمهور؟

ومتى يتعلم المثقف أن يدقق ويراجع ويحقق في الأقوال التي يرددها والأحكام التي يطلقها؟ ومتى يتم الانتصار لعقيل بن أبي طالب؟ ومتى نتخلص من عداوة الأمويين لآل أبي طالب؟

لنطالع معا كتاب “البالغون الفتح” لمؤلفه عبد الأمير القريشي، ونتابع تحقيقه لحادثة عقيل بن أبي طالب. فقد ورد في الجزء الأول من الكتاب – ضمن الأحداث السابقة لـمعركة “الطفّ” – حادثةُ “الحديدة المحماة”، مشيرا إلى تدليس أحاديث نبويةٍ بحق عقيل، منها:

– قول الرسول (صلى الله عليه وآله): ((إني لأحبُّكَ يا عَقيلُ، حُبَّيْنِ: حُبًّا لَكَ، وحُبًّا لِحُبِّ أَبِي طَالِبٍ لَكَ))

– وقوله (صلى الله عليه وآله) للإمام عليٍّ:(( أَنْتَ وَالحَسَنُ وَالحُسَيْنُ وَفَاطِمَةُ وَعَقِيلٌ وَجَعْفَرٌ فِي الجَنَّةِ إِخْوَةً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ))(١).

لكنَّ الواقع يُكرِّر الروايات الأموية في حق عقيل، ويغفل الأحاديث النبوية أو يتجاهلها! لهذا نريد أن نسلط الضوء على رواية “الحديدة المحماة” لنكشف تناقضاتها:

🔹 تناقض عمره ووضعه

– عقيل يكبر (الإمام علي) بعشرين سنة، والرواية تصفه بأنه شيخ كبير فاقد للبصر، وفي الوقت نفسه تذكر أن له أطفالًا صغاراً!

🔹 تناقض مكان وجوده:كان عقيل في أواخر عمره بالمدينة لا بالكوفة، فكيف جاء إلى الكوفة مع صبيانه وهو شيخ فاقد البصر؟!

🔹تناقض مع سيرة الإمام: لو سلّمنا بصحة الرواية، كيف يغفل الإمام عليّ عن صغار جياع وهو الراعي للفقراء والأيتام؟!

🔹 تناقض مع العصمة: تفاصيل المشهد (كإخافة الغافل) تنافي سلوك الإمام المعصوم (عليه السلام).

🔸 الأدلَّةُ التاريخية تذكر أن( الإمام علي) كان يراعي عقيلاً، ويلاحظ جانبه، ويعطيه من ماله، وروي عن (محمد بن الحنفية) أنه قال:” كان أبي اذا جاءت غلته من ضياعه أخذ قوته لنفسه وقوت عياله و… وأعطى عقيلاً وولده”

فمن أين أتت هذه الرواية؟

وهنا سنذكر الاستنتاجات التي ثبّتها كتاب “البالغون الفتح” وهي:

🟢 لقد لفق الحكم الأموي روايات كثيرة منافية للأخبار والحوادث والوقائع، منها الإساءة الی( عقيل بن أبي طالب) بأكثر من قصة متناقضة، والإساءة الی الهواشم عموما، ومدح بني أمية ،ووصف معاوية بأنه حليم كريم زاهد، وهو بخلاف تاريخه الأسود، فقد كان معاويةيغدق الأموال علی الكتاب والوضّاعين من أجل اختلاق الأحاديث والقصص المزورة كي يصنع له مجدا زائفا.

🟢 وظّف أئمة الضلال هذه الحادثةَ للطعن في ثبات عقيل ومعتقده، ووصفه بحب الدنيا – خلافًا لما تذكره المصادر.

🟢 كان عقيل عالماً تقيّا متمسكاً بدينه، لا يتردد لواجب في ميدان حرب أو في ساحة سلم لعلمه وخبرته وإحاطته بالمعارف.

🟢 لقد صوّر الوضاعون أن عقيل بن أبي طالب

كان يعاني الفقر والفاقة التي قادته نحو خصمه؛ ولكن فاتهم أنه عم أبرز الأسخياء، كرماء آل محمد كالحسن والحسين وعبد الله بن جعفر، أجود العرب والعجم، إذ يجيء الرجل إليهم طالبا حاجته فلا يخرج إلا بما يفيض عن احتياجه وفوق مايريد، الذين قاسموا الله عز وجل ثروتهم، فأين كان عقيل منهم ؟ وأين كانوا هم من عمهم؟ (٢)

ختاماً: روى ابن عباس أن الإمام علي(عليه السلام) قال: (يا رسولَ الله، إنك لتحب عقيلًا؟

فقال (صلى الله عليه وآله):

((إي والله! إني لأحبه حبين: حبًّا له، وحبًّا لحب أبي طالب له. وإن ولده مقتولٌ في محبة ولدك، فتدمع عليه عيون المؤمنين، وتصلي عليه الملائكة المقرّبون)

ثم بكى حتى جرت دموعه على صدره ثم قال: إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي)

إذن؛ انتصروا لعقيل بن أبي طالب، واطردوا الروايات الأموية!

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال