بقلم / جعفر حسن
في مجلس حسيني مبارك أقامته الحركة، أكد سماحة الشيخ قيس الخزعلي أن التمييز بين الحق والباطل يشكل جوهر الرسالة الحسينية ودرع الأمان الفكري للأمة. فالحق لا يُقاس بالأشخاص ولا بالعناوين، بل يُعرف بالمبادئ والقيم التي أرساها القرآن الكريم وأهل البيت عليهم السلام.
وفي هذا الإطار استشهد سماحته بقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام):
«اعرفوا الحق تُعرفوا أهله، فإنما يُعرف الرجال بالحق، ولا يُعرف الحق بالرجال»،
مبينًا أن هذه القاعدة هي المنهج الذي يحفظ الأمة من الانجرار خلف الشعارات الزائفة والأهواء الشخصية.
وأشار إلى أن الصراع بين الحق والباطل قديم قدم البشرية، بدأ منذ فاجعة قابيل وهابيل، وسيبقى مستمراً حتى قيام الساعة. ففي كل زمن هناك طغاة يقودون جبهة الباطل، مقابل رجال صدقوا عهد الله وثبتوا على طريق الحق رغم المصاعب والتحديات.
ولفت سماحته إلى أخطر أدوات هذا الصراع اليوم، وهو ما يُعرف بـ”الطابور الخامس”، وهم الذين يسعون إلى خلط الأوراق وتشويه الحقائق، مستخدمين الإعلام والمنصات الرقمية سلاحًا لنشر الأكاذيب وتوجيه الرأي العام بعيدًا عن الفاعلين الحقيقيين.
وشدد الشيخ الخزعلي على أن البصيرة والوعي ضرورة لا غنى عنها، فالتمسك بميزان الحق الشرعي المستمد من القرآن الكريم وسيرة أهل البيت عليهم السلام، هو السبيل الأمثل لمواجهة التضليل. فالباطل مهما تزين يبقى هشا ، بينما الحق راسخ ومستمد قوته من ثوابته الإلهية.
وأكد أن العودة إلى النصوص الدينية والمرجعيات الصادقة ضرورة لا بد منها لتحديد الموقف الصحيح في أي قضية، فالمواقف لا تُبنى على المزاجات أو الولاءات، بل على ميزان شرعي قويم يحفظ من الانحراف ويهدينا إلى سبيل النجاة.
وختم سماحته بالتأكيد على أن النصر الحقيقي يتحقق بالوقوف في صف الحق مهما كانت المصاعب، مستشهداً بوعد الله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾،
مبيّنًا أن هذه البوصلة الفكرية والروحية هي الحصن الحصين لحفظ الأمة وبناء وعي راسخ لا يتأثر بحملات التضليل مهما كانت قوية ومنظمة.