كاظم مجيد الحسيني ||
كنا نقف على حافات الرأي، نطالع شغفا قصة الراي السياسي من أفواه صناعه، ولم اتعب نفسي كثيرا، فالمسافة بين صناعة الرأي وتحويله الى واقع مستدام، معمد بالقوة والمنطق، قبل تزيينه بتلاوين الموقف الفاعل، تتحول صفرا لدى الفاعلين السياسيين الرئيسيين، لأنهم صناع موقف وليس منتـظرين لحدث.
قصة الماء في العراق؛ فلم قاتم منذ الفياضانات المتكررة التي عرت العراق من ثيابه، وفي بالي فيضان 1954 يوم نزعنا كل شيء حتى نبقى أحياء، لكن ذلك الفيضان ترنح مهزوما الى الأبد، لأن دولة المنبع التركية حولت مياه دجلة والفرات، الى سلاح قاتل ضدنا، وبدلا من أن تخدم بلاد الرافدين، التي خدمتها منذ الأزل، صرنا بلاد لطغيانهما، وتحول الماء من نعمة وارفة، الى "تحليل سياسي" كما يقول سماحة الشيخ قيس الخزعلي..
كانت رؤية متقدمة أن يقول سماحته وهو رجل الدين المكافح بسلاح العتاد الموجه، فيعتقد" أن الخطر التركي ليس مجرد تحليل سياسي، بل هو موقف ومشروع يتم الحديث عنه من قبل القادة الأتراك، مع وجود خطوات عملية تُنفذ على أرض العراق..
كانت تلك الرؤية في صلاة عيد الفطر المبارك، حيث قال" أن الأدوات التركية لعبت دورًا أساسيًا فيما جرى في الساحل السوري، من خلال تسهيل دخول المجاميع الأوزبكية والشيشانية التي ارتكبت مجازر بحق الشعب السوري."..
لقد كانت الرؤية ابعد من ذلك كثيرا، فقد تمعنها سماحته بإحترافية جهادية فاحصة ليخلص الى أن جهات تركية مؤسسية "لها دور في استقطاب وتدريب عراقيين من محافظتي نينوى وكركوك، حيث تم إرسالهم إلى داخل تركيا وتدريبهم هناك، مشيرًا إلى أن بعض هذه المليشيات لا تزال تتلقى رواتب من أنقرة.
كانت رؤية الشيخ المجاهد؛ كاشفة عن ان الأتراك لعبوا كثيرا بالأمن العراقي حد إتخامه بعصابات منظمة مدربة مشكلة ميليشيات مسلحة "تلقت تدريبها في تركيا؛ بل جرى بوقاحة فجة إدخالها كقوات في الحشد الشعبي، وتحديدًا ضمن اللواء 59 في نينوى، الأمر الذي يثير تساؤلات حول الأهداف التركية في العراق والمنطقة.
في قراءة اكثر عمقا وإستحظارا، قال الشيخ المقاتل الخزعلي: أن ما يجري في سوريا والمنطقة يهدف إلى تحقيق أطماع الكيان الصهيوني في احتلال الأراضي والوصول إلى نهر الفرات، مشيرا إلى أن المشروع التوراتي يسعى للوصول إلى مدينة أور الكلدانية باعتبارها “أرضًا إسرائيلية” وفق المخطط الصهيوني.. و فيما يتعلق بالتحولات السياسية والامنية التي شهدتها سوريا وصعود الجماعات التكفيرية الى سدة الحكم في سوريا بدعم تركي وامركي واسرائيلي
ابعد من ذلك والرؤية متكاملة لدى سماحة الشيخ خلال خطبة صلاة عيد الفطر المبارك، قال الشيخ الخزعلي ، أن “ممر داود” مشروع حقيقي تعمل عليه القوى الصهيونية، يهدف إلى إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط على أسس عقائدية وإثنية وطائفية، مشددًا على أن هذه المخططات تشمل دعم انفصال الأراضي الكردية عن سوريا والعراق، مما يؤكد البعد الاستراتيجي لهذا المشروع في تفتيت المنطقة.
كما أشار سماحته، إلى أن الكيان الصهيوني وصل فعليًا إلى قاعدة التنف القريبة من الحدود العراقية، ولم يعد يفصل بينه وبين العراق سوى كيلومترات معدودة، معتبرًا أن “العراق يمثل العدو الأكبر والأول للكيان الصهيوني”.
وبين أن العراق قادر على لعب دور مهم في التصدي لمشروع التقسيم الأمريكي-الإسرائيلي لسوريا، معتبرًا أن الحفاظ على وحدة سوريا يمثل ضرورة استراتيجية للحفاظ على استقرار العراق، فيما شدد على أن الاستمرار في موقف المتفرج لن يكون مجديًا، لأن العدو لن يُخرج العراق من معادلة الصراع.
كما دعا سماحة الشيخ الخزعلي القيادات إلى إعطاء التهديد الصهيوني الاستراتيجي أهمية قصوى، وعدم الاكتفاء بالانشغال بالملفات المرحلية، مؤكدًا أن ما يجري في المنطقة يعكس معركة عقائدية كبرى تسعى الصهيونية من خلالها إلى إعادة تشكيل الواقع الجيوسياسي للشرق الأوسط.
وبشان مخاطر سحب قانون الحشد الشعبي من البرلمان قال الشيخ الخزعلي : أن الهدف من تشريع قانون الحشد الشعبي هو تأمين استحقاقات المجاهدين، خاصة وأن علاقتهم بالحكومة لا تزال محكومة بعقود مؤقتة، مشيرًا إلى أن الحشد لم يحصل على قانون يجعله بمستوى وزارتي الداخلية والدفاع منذ أكثر من سبع سنوات معربا عن أسفه الشديد لسحب قانون الحشد الشعبي من البرلمان من قبل رئيس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، معتبرًا ذلك خطوة سلبية تجاه حقوق المجاهدين من ابناء الحشد الشعبي الذين قدموا التضحيات الكبرى من أجل العراق.
هنا وضع النقاط على الحروف، فانتقد ربيب الجهاد الشيخ الخزعلي وجود تفصيل لرئيس هيئة الحشد الشعبي على حساب حقوق المجاهدين، واصفًا ذلك بـ”الجريمة”، مشددًا على أن واجب الحكومات العراقية كان يقتضي تشريع قانون الحشد الشعبي منذ وقت طويل لضمان حقوق من ضحوا في سبيل الوطن.