علي الحاج
في تتبعه لمسار الصراع الازلي بين الحق والباطل، يصل الشيخ قيس الخزعلي في محاضرته الى المرحلة الاخيرة والحاسمة من هذا الصراع، وهي مرحلة الأمام المهدي المنتظر عليه السلام، باعتباره خاتمة جولات المواجهة وبداية تحقق الوعد الالهي بالنصر النهائي للحق.
ويرى سماحته ان غيبة الإمام الحجة لم تكن انسحابا او انكفاء، بل كانت حكمة الهية لحمايته من القتل، لان ابليس واولياءه "كما يبين الشيخ" لم يتوقفوا يوما عن السعي لتصفية هذا المشروع الالهي٫ وقد اغتالوا كل الأئمة السابقين، ولم يبق الا الامام المهدي الذي غاب بامر من الله، لكنه حاضر بدوره، منتظر للحظة الموعودة.
في هذه المرحلة، كما يوضح الشيخ، تتضح الحقائق، وتنكشف الاقنعة٫ وهذا ما يفسر الروايات التي تقول ان باب التوبة يغلق عند ظهور الإمام٫ لماذا؟ لان الحجة تكون قد اقيمت بشكل كامل، والحق يكون واضحا وضوح الشمس، والباطل يكون عار من كل زيف٫ فمن لم يقف مع الحق حين يكون واضحا، فان موقفه لا يقبل بعد الظهور، لان الفرص قد انتهت.
ويضيف الشيخ الأمين ان الحق اليوم بات جليا والباطل كذلك، ولم تعد هناك منطقة رمادية لمن يريد ان يرى. فالمواقف تكشف الأفراد، والمعسكرات تتمايز، والاصطفاف صار امراً لا مهرب منه٫ لذلك، فإن مهمة الانسان اليوم هي ان يختار٫ اماً ان يكون في معسكر الامام المهدي، او ان يجد نفسه "بجهله أو تردده" في المعسكر الاخر، مع ابليس واوليائه، وان لم يقصد ذلك.
يتحدث الشيخ الخزعلي عن "مشروع الإمام المهدي" باعتباره ليس فقط مشروعا لعدالة قادمة، بل مشروعا قائما له جذوره في الوعي، والتمهيد، والانتماء العقائدي والعملي.
ويوضح ان المعركة التي نخوضها الان، في كل ساحات المواجهة "من الكلمة إلى السياسة إلى السلاح" هي تمهيد لظهور الامام، واسهام فعلي في نصرته.
وينبه الى ان هذا المشروع يواجه اليوم تحديا خطيرا يتمثل في حرب ابليس الاخيرة، التي وصلت الى التلاعب حتى بخلق الانسان وفطرته، كما في ظاهرة الشذوذ والمثلية التي اعتبرها الشيخ تحققا فعليا للوعد الإبليسي٫ “ولآمرنهم فليغيرن خلق الله”.
بذلك، يرى الشيخ قيس الخزعلي ان الزمن يقترب من نهايته، واننا نعيش "الساعات الأخيرة من الجولة الأخيرة"، وكل المؤشرات تشير الى اقتراب الحسم٫ وهذا الحسم، كما يؤكد، لن يكون الا بقيادة الامام المهدي عليه السلام، وبتعاون واصطفاف المؤمنين حول مشروعه.
في هذا المقال، يربط الشيخ العقيدة بالتكليف، والرؤية بالغرض، ويؤكد ان كل مؤمن عليه ان يسال نفسه٫ هل انا في معسكر الامام المهدي فعلًا؟ وهل انا ممهد له ام غائب عنه؟ وهل موقفي اليوم سيكون حجة لي او عليّ عند ظهوره؟