جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف العصيان الأول ومنازلة الختام

العصيان الأول ومنازلة الختام

حجم الخط

 


بقلم / عبير طعمة


ملامح الصراع الأبدي بين الحق والباطل، صراع ضارب في عمق الزمن، بدأ يوم امتنع إبليس عن السجود، وتمثل العصيان الأول، ومن يومها لم تهدأ ساحة المواجهة.

ويرى الشيخ قيس الخزعلي أن هذا الصراع ليس رواية أسطورية، بل سنة كونية تتجلى في كل عصر، بين راية يرفعها نبي أو إمام أو ولي، تمثل مشروع الله في الأرض، وبين معسكر يقوده إبليس وأولياؤه، يتبنى الغواية والفساد والطغيان.

ومنذ أول جريمة في التاريخ، حين سفك قابيل دم أخيه هابيل، سارت البشرية في درب مفروش بالدم والتحدي، لا يكاد يخلو يوم فيه من صراع، وكل نبي جاء بعد ذلك كان يحمل لواء التوحيد، ويواجه بقسوة من أعداء النور.

ويمضي سماحته في تتبع جولات الأنبياء، من نوح إلى عيسى عليهم السلام، مؤكدا  أن المواجهة كانت تتكرر بالنمط ذاته، دعوة للإصلاح والعدل تقابلها مكيدة للشر والشرك والهوى، وغالبا  ما تكون الغلبة الظاهرة لأهل الباطل، لأن النفوس تركن إلى الزيف والوهم.

إلا أن الجولة الأخطر، كما يصفها، كانت في عهد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، حيث دخل إبليس المعركة بكل ثقله، محاولا إسقاط الرسالة الخاتمة قبل أن تنتشر، وقد تجسد بالفعل كما يؤكد الشيخ الأمين، في لحظات فارقة، حضرها وشهدها، بل وتدخل فيها، كخطة دار الندوة لاغتيال النبي.

ورغم انتصار النبي "صل الله عليه واله وسلم" وتمدد الإسلام، إلا أن إبليس واصل الكر، وتمكن من تسديد طعناته بعد وفاة الرسول، باغتيال أمير المؤمنين، والحسن، والحسين، وبقية الأئمة عليهم السلام، محققا مكاسب دامية في جولات متعاقبة.

واليوم، نحن كما يقول الشيخ الأمين في قلب الجولة الأخيرة، التي بدأت منذ غيبة الإمام المهدي، "عليه السلام"، وستبلغ نهايتها بظهوره، حيث تتحقق الغلبة النهائية للحق، ويطوى كتاب إبليس إلى الأبد.

وهنا يرفع الشيخ الأمين نداءه، إن ما نشهده من فتن واضطراب وحروب وتزوير للحقائق، ليس عبثا ، بل مشهد من منازلة المصير، وكل إنسان مدعو ليختار موضعه. فالحياد خيانة، والتردد انحياز خفي، والسكوت عن الباطل تمكين له.

ليست القضية تأريخا يتلى، بل مسؤولية تحمل، فإما أن تكون في جبهة النور، أو تقع، من حيث لا تشعر، تحت راية إبليس..

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال