رضوان الطيب
في دفاتر التاريخ، حين تتقاطع الدماء مع الدعاء، وتلتقي البنادق مع المآذن، يولد اسم لا يكتبه الحبر، بل تكتبه القلوب… قيس الخزعلي، رجل خرج من بين الناس، يحمل وجوههم في ملامحه، وأحلامهم في عينيه، ووجعهم في صدره، عقائدي المبدأ، لكنه لا يغلق قلبه على لون أو طائفة، وطنه أوسع من الجغرافيا، وأغلى من الميول.
في ميادين القتال، كان مثل النخيل، لا تنحني جذوره مهما عصفت الرياح، يقف في الخطوط الأمامية، بين غبار الرصاص ورائحة التراب المبتل بالدماء، يرفع راية العراق ويهمس لجنوده، هنا نصنع الحياة من قلب الموت.
وفي السياسة، كان المرسى في بحر العواصف، يمد الجسور بين الضفاف، ويجمع المختلفين تحت سقف الوطن، يكتب بخطاب واحد: العراق أولا، والعراق دائما، والعراق قويا.
هو القائد الذي يقاتل بيد، ويواسي بيد، يضع كتفه ليتكئ عليه المتعبون، ويترك باب قلبه مفتوحاً للجميع. يؤمن أن الشجاعة لا تُقاس بعدد المعارك، بل بقدرة القائد على احتضان شعبه، وأن العقيدة الحقة تبني ولا تهدم، وتوحّد ولا تفرّق.
الأمين … ليس مجرد اسم في سطور الأحداث، بل هو حدث قائم بذاته، وصوت يعرفه كل من بحث عن الصدق في زمن الزيف، ونور يلمع في عتمة الطريق.
سيبقى كما هو… سيف العراق البتار، وقلبه الدافئ، وحكاية رجل أحب مذهبه، لكنه جعل العراق سيد الموقف، فوق كل ولاء، وفوق كل اعتبار.