محمد صادق الحسيني
يتبارى المسيحيون على مَن يتفوّق في التصويب على المقاومة وسلاحها أكثر
منهم التحاقاً بالترند، و منهم التحاقاً بما يريده الأميركيون، إما لأنهم أصلاً أذناب المشروع…
و إما لأنهم ظنوا أنه انتصر، فيريدون اللحاق به
و منهم لأنهم ينجرّون خلف الماشي و لا يلتفتون إلى عناوين هامة بأنفسهم.
وكأن جعبة المسيحيين قد فرغت من القضايا الحقيقية و العناوين.
فيا أيها المسيحيون، الخطر عليكم ليست المقاومة و لا سلاحها
فتلك المقاومة هي التي حاربت إلى جانب الجيش اللبناني في فجر الجرود لئلا يدخل المتطرفون عليكم.
و هذا هو الخطر الحقيقي اليوم أيضاً. متطرفو الجولاني وتحرير الشام و النصرة وداعش هم الخطر.
الشيعة لا يكفّرونكم، بينما المتطرفون يفعلون.
حزب الله لم يستخدم السلاح لا ضدكم و لا ضد الجيش اللبناني فيما هؤلاء فعلوا.
أبناء الحزب هم أبناء هذا الوطن، أما الآخرون فهم مرتزقة من الشيشان و أفغانستان وباكستان و الإيغور و جَلَب لا يجمعهم إلا التلذذ بالأكباد.
المقاومة هي وليدة شعب لبناني عشنا و نعيش معه بسلام و مشتركات لا تُحصى.
بينما الجماعات التكفيرية آتية من حيث لا يشبهنا و لن نشبهها يوماً.
حزب الله هو من سلالة دينية تقدّس مريم، و تعيش مع الآخر، و لا تمارس جهاد النكاح، و لا تحلم بحوريات الجنة إذا قتلتنا.
لا تضيّعوا العنوان لئلا تضيعوا.
انسوا سلاح الحزب، فهو لم و لن يوجّه إليكم، اتركوه وشأنه.
هو يحمي الحدود و موجّه للعدو لئلا نصبح مثل سوريا
حيث ألف قسم و بلا قوة عسكرية، و بتسليم مطلق، و مع ذلك إسرائيل مستمرة في عملياتها و توسّعها حتى دمشق.
ركّزوا على الخطر الحقيقي: على حدودكم آلاف الحاملين السلاح و الحاملين فكرا يكفّركم، و يرغب في قتلكم، وبين النازحين تسلّل إرهابيون و هم جاهزون.
لا تلتهوا بقضايا كاذبة، قضيتكم من أجل الحفاظ على وجودكم هي التكفيريون و التقسيم، و من يدعمهما، و تعرفونهم جيداً.
كفى ركضاً وراء شعارات مضللة. اعرفوا قضيتكم و اصنعوا لها شعارات و نضالاً.
لا تنجروا خلف عناوين مصنّعة و مرسلة لكم بالبريد السريع، شعوب لبنان أدرى بقضاياها.