علاء الطائي ||
ما وقع في 7 أكتوبر لم يكن مجرّد عملية عسكرية بل كان كسرًا لمعادلة
لقد رأينا كيف تحوّل الحدث من فعل مقاوم إلى لحظة كاشفة ليس فقط لمستوى هشاشة “الردع الإسرائيلي” بل لانكشاف المنظومة الغربية التي طالما تغنّت بالقيم والعدالة
لكن القراءة السننية وهي قراءة معرفية أكثر منها وجدانية لا تتوقف عند الصدمة أو الدهشة بل تسأل:
١- هل كانت لحظة الزلزال ضرورة تاريخية؟
حين تُسدّ كل الأبواب ويُمنع الهواء عن الشعب ويتحوّل الحصار إلى قبرٍ جماعي هل تبقى الخيارات مفتوحة؟
إنّ قانون التدافع كما طرحه القرآن الكريم لا يعطي شرعية الفعل المقاوم فقط حين يكون مبنيًا على الظلم الواقع بل يعلنه ضرورة لحفظ الحياة والكرامة والحق
في هذا السياق لم يكن طوفان الأقصى مجرد قرار تكتيكي أو حتى استراتيجي بل كان – بوعي أو دون وعي – استجابة لسنن الدفع.
حيث يمسي الصمت خيانة والمراهنة على الزمن مراهنة على موت الشعب.
٢- هل كان الحدث متجاوزًا للفعل العسكري؟
نعم.
لقد تحولت عملية 7 أكتوبر إلى ما يشبه “الآية الكونية” في بعدها الرمزي.
نظام عالمي يقف عارياً أنظمة عربية تتلعثم جماهير تتحرك من جاكرتا إلى لندن وفلسطيني يواجه بالدراجة والمقلاع والماء المالح…
إنّ ما فعله هذا الزلزال هو أنه خلخل الإدراك زعزع الخطاب واستدعى الأسئلة المسكوت عنها:
من نحن؟
لماذا نخذل؟
ما الذي يجعل غزة تصمد ونحن ننهار؟
في لحظة الزلزال عادت الأمة إلى مراياها لا لتتغنى بل لتسأل:
هل نحن على قدر الدم الذي يُسال؟
وفي عمق السنن تكون هذه اللحظات مفصلية:
إمّا ولادة جديدة أو غرقٌ كامل.