جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف بين الدين الحق والدين المصنوع..!

بين الدين الحق والدين المصنوع..!

حجم الخط

 


علي رائد الكناني ||


منذ أن بعث الله أنبياءه إلى بني إسرائيل، واجهوا من بعض المتدينين تحريفاًللكتب السماوية وتغييراً في أحكام الدين، حتى أصبح الدين وسيلة للسيطرة على الناس،

وإخضاعهم تحت الخوف والتهديد بنيرانٍ تتوعدهم إن لم يرضخوا لقوانين وضعية وأفكاربشرية.

ثم أرسل الله المسيح عليه السلام رحمة للعالمين، ليعيد الناس الطريق الحق،

غير أن التاريخ أعاد نفسه؛ فظهرت جماعات ادّعت التدين، فحرفت الدين، وصنعت منهشكلاً يخدم مصالحها الخاصة، وأدخلت في قلوب الناس الرعب من نار جهنم، لا بوصفها

وعيداً إلهياً ربانياً، بل أداة للهيمنة والسيطرة.

وجاء بعد ذلك سيّد الخلق، محمد صلى الله عليه واله وسلم، الحبيب الرؤوف،

صاحب القلب الحنون على أعدائه قبل أصحابه، ليكون رحمة للعالمين، وهو عبد للهومخلوق من مخلوقاته. فكيف يتصور عاقل أن الخالق الرحيم يؤذي خلقه بغير حق، وهو

الذي وسعت رحمته كل شيء؟

لكن المشهد تكرّر مرة أخرى؛ إذ ادّعت فئة التدين، فألّفت ديناً جديداً يخدم

مطامعها، وأعادت استخدام الخوف من جهنم سلاحاً لإخضاع الناس لرغباتها. ومن هنانشأت صراعات لا تنتهي، وسُفكت دماء بريئة بلا ذنب، وسُلبت أرواح كأنها ملكٌ للبشر

لا للخالق.

واليوم، نرى مشهداً محزناً؛ أناس يسبّون ويلعنون أرواحاً فارقت الحياة بلا

جرم، فقط لأن احد اقارب المتوفى قد اختلف معهم في وجهات النظر أو الانتماء. وهنايطرح السؤال نفسه: في أي مدرسة تعلّم الناس هذا الحقد؟ هل في مدرسة الخالق الذي

علّم الرحمة والمغفرة؟ أم في مدرسة المخلوق الذي ابتدع ديناً على مقاس مصالحه؟

الجواب يحدد حقيقة العبادة: أهي عبادة لله الخالق، أم خضوع للمخلوق وأهوائه.

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال