الشيخ حسن عطوان ||
الفرض الثاني : أنْ تكون مشكلة المكلف هي عدم قدرته على النهوض والقيام بعد جلوسه على الأرض للسجدتين في الركعة الأولى :
– فهنا يكبّر تكبيرة الإحرام عن قيام ويقرأ ويركع كذلك ، ثم يجلس على الأرض ليأتي بالسجدتين ، فإذا كان يمكنه النهوض ولو بالاتكاء على شيء ، أو بالإستعانة بشخص – أو أكثر – يساعده على القيام فيجب ، كما كان يفعل السيد الخوئي ( قُدّستْ روحه الزكية ) في صلاته أوآخر عمره الشريف .
– أمّا إذا كان لا يستطيع النهوض ولو بالاتكاء على شيء أو بمساعدة شخص ، أو أنَّ في ذلك مشقة وعسراً لسببٍ ما :
– فهنا إنْ كان يستطيع القيام والنهوض لو جلس على كرسي مثلاً ، فيكبّر تكبيرة الإحرام عن قيام ، ويقرأ ويركع كذلك ، ثم يجلس على الكرسي للسجدتين ، ويضع جبهته على التربة الموضوعة على طبلة الكرسي ، وينهض للركعة الثانية ليقرأ ويركع ، فإذا كان في صلاة الفجر فيجلس على الأرض ليسجد السجدتين ويتشهد ويسلّم .
– وقد تقول لماذا يجلس في الركعة الثانية على الأرض وليس على الكرسي مع أنَّ الفرض أنّه لا يستطيع النهوض لو جلس على الأرض ؟؟
جوابه : أنّه هنا ليس مطلوباً منه النهوض لركعة ثالثة ، إذ الفرض أنّه في صلاة الفجر .
– أمّا إذا كان في صلاة المغرب فيكبّر تكبيرة الإحرام ويقرأ عن قيام ، ثم يجلس على الكرسي للسجدتين ، ويضع جبهته على التربة الموضوعة على طبلة الكرسي ، وينهض للركعة الثانية ليقرأ ويركع عن قيام ، ثم يجلس على الكرسي ليسجد السجدتين ويتشهد ، ثم ينهض لأداء الركعة الثالثة ، ولكن بعد أنْ ينهي ركوعه في هذه الركعة عليه أنْ يجلس على الأرض ليسجد السجدتين ويتشهد ويسلّم .
– وسبب وجوب جلوسه على الأرض لسجدتي الركعة الثالثة وليس على الكرسي ، لأنّه بعد فرض أنّه في صلاة المغرب فليس مطلوباً منه النهوض لركعة رابعة .
– أمّا إذا كان في صلاة رباعية ( الظهر والعصر والعشاء ) ، ففي الركعات الثلاث يجلس على الكرسي للسجدتين والتشهد ، وبعدها ينهض للركعة الرابعة ، وبعد أنْ يقرأ ويركع يجب عليه أنْ يجلس على الأرض ليسجد السجدتين ويتشهد ويسلّم .
وتبين ممّا سبق سبب وجوب جلوسه على الأرض في الركعة الرابعة ، إذ أنّه ما دام في ركعته الأخيرة فلا يحتاج للنهوض .
– وأمّا إذا لم يكن قادراً على النهوض للركعة الثانية حتى من الكرسي ، أو أنّه لا يمكنه الجلوس على الكرسي لسببٍ ما :
– فمثل هذا المكلف إذا كان في صلاة الفجر يأتي بتكبيرة الإحرام والقراءة والركوع عن قيام ، بعد ذلك ينحني للسجدتين وهو واقف ايضاً ، ويستحب له رفع التربة بيده ويضع جبهته عليها ، ثم يستقيم للركعة الثانية فيقرأ ويركع ثم يجلس على الأرض فيسجد السجدتين ويتشهد ويسلّم .
– وإذا كان في صلاة المغرب ، فيكبّر ويركع عن قيام ، وينحني للسجدتين وهو واقف ، ويستحب له رفع التربة بيده ويضع جبهته عليها ، ثم يستقيم فيقرأ ويركع وينحني للسجدتين ويتشهد وهو واقف ، ثم يأتي بالركعة الثالثة فيقرأ ويركع ، ثم يجلس على الأرض ليسجد السجدتين ويتشهد ويسلّم .
– وهكذا إذا كان في صلاة رباعية ، لكنّه في الركعة الرابعة يجلس على الأرض ليسجد السجدتين ويتشهد ويسلّم .
فما دامت مشكلته في عدم قدرته على النهوض بعد الجلوس ولو من على الكرسي فيصلي صلاته وهو قائم ، بما في ذلك السجدتان والتشهد والتسليم ، عدا ركعته الأخيرة فيجب عليه الجلوس على الأرض للسجدتين والتشهد والتسليم ؛ لأنّه ليس مطلوباً منه النهوض بعد أنْ كان في ركعته الأخيرة .
هذا إذا كان قادراً على الجلوس على الأرض .
– أمّا إذا لم يكن قادراً على ذلك ايضاً ، كما لو كان جلوسه على الأرض يسبّب له ألماً شديداً في ظهره مثلاً ففي السجدتين والتشهد والتسليم يجلس على الكرسي أو يؤدي ذلك وهو واقف كما مرّ .
[ له تتمّة ]
