جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف رسالة هذا العام إلى سيدي أبو هادي..!

رسالة هذا العام إلى سيدي أبو هادي..!

حجم الخط

 


محمود وجيه الدين-كاتب يمني ||

أمَّا بعد ياسيِّد…

كانَ يومًا من الأيّام أخبرني مُعلِّمي -في ذكرى رحيل صديقنا- أنَّ النسيانَ أحيانًا يكون مفيدًا.. يُواسي الفاقدين لمفقودِهم، والمُصابين بمصيبتهم، والعاشقين لمعشوقِهم، فبينَ دروب الحياة وانشغالاتِها المتشعِّبة، تنطفي الحُرقة وتَنمو الغفلة، وينبسَطُ النسيان، وما يغدو التذكُّر إلَّا نُقطةً في بحر!

غيرَ أنَّكَ يا سيّدي…أنت البحر الذي نذكرهُ بأيامنا، فلم يُنسج على يوم شهادتكِ العنكبوت!!

لستَ نقطةً هامشيّة، ولست شمعةً انطفأت؛ إنَّ استشهادك أظهرَ علينا ترسانةَ الهموم والتعب، وبيّن أنك تفوّقت على أطنان المتفجرات، وأنت كلما زاد الغياب ازدت حضورًا!

فلأنَّك أحسنُ الأثر ونفحةُ شذى من محمّد وعليٌّ وفاطمة والحسنين (صلوات الله عليهم وآلهم)، ولعلَّ ما فتَّ في عُضدِنا وركننا، وأشجانا وأمرَّ عيشُنا حجم فقد هذه النفحةُ النورانيّة.

إنَّ العدوَ كما قال الشاعر :

قد نالَ منَّا دُرَّة مكنونةً

كانت لبهجتِها الدرَّاري حُسَّدا

كنزٌ ذخرناهُ لنا فاغتالهُ

لـصُّ المنيةُ خافيًا متمرِّدًا

سيِّدي أبا هادي…

العالمُ يبدو فارغًا كثيرًا دونك كفضاءٍ كمتاهة!

كم الأُمَّة العربية والإسلاميّة بعد استشهادِك عاشت التحوّلات والتغيرات، وإذا كُنت كأمَّة فهم حالهم غثاءٌ كغثاء السيل!

فلم يكونوا ذو اعتبارٍ وعِظة!

لازلنا في إثرِ الصدمة محاطين، ونستصعب علينا أن نستسيغ الرثاء بعد سنةٍ مرت ولا ندري كيف مرّت،وقد ملأت الأحداث يوميًا منذ استشهادك أذهاننا وكل حدثٍ يذكّرنا بك!

وترابط واقعنا الشخصي والأُسري المتضارِب بحجم فقد مصابِك!

وكلُّ جللٍ، وكلُّ مرضٍ وكل مشقّةً بحياتنا، يُقال: بعد استشهاد السيد كلشي تغير،و تغيّر حالنا!

وهانحن اشتقنا ياسيّدي…

اشتقنا تالله لمُحيَّاك، وقلوبنا المغفّلة لا زالت تنتظر خطابًا ، وعقولنا ما إن تعاود لسماع كلماتك حتى تجدك كأنما حيًّا، وأنت الحي فعلًا والحاضر فينا!!

سيّدي بالنسبة لي، لم تكن منحصرًا فقط بمواجهة العدو إذٍ كم هم كثرٌ من واجهوا الأعداء بالتاريخ ، بل إنَّما كنتَ السراج لي في دُجى الظلام!

أسرجتَ لي الطريق للعبورِ في الحياة، وعرفتُ بك شخصياتٍ عظيمة كنت تستمدُّ إرداتك منها كأنَّك نقطة وصلٍ!

سيّدي…

لم يغِب عنّي يوم استشهادِك المُفجع المدمي لقلوبنا، وهو يومٌ لن يُنسى أبدًا.

يومئذٍ لمَّا عَبرات العين تفيضُ دموعًا عليك وجدتُ عيونًا تشتعل شمتًا ذكّرتني بعيون عبدالله ابن الزبير حينما اشتعلت الكعبة!

سيدي…

اليمن تفتقدُ نصرتك وتشعر بعمق هذا الفقدان… وصارت يتيمة أيُّما يُتمان!

كلُّ طّنٍ حقَّ أن يبكيه ألفُ عامِ..

فاحسبوها عدد الأطنان

في صدرِ أبا هادي!!

وهانحن يا خريّج مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) … يا ايها القائد، يا أيها الرائد، يا أيها الدرُّة الثمينة.

نجدِّدُ لك العهد والبقاء بالاستمرار والمواصلة على دربك ومسلك أخلاقك ومشوار قيمك وأهميّة وصاياك في هذه الحياة.

هذا ليس آخر الكلام، بل هذه رسالةُ واحدة بهذا العام إلى من قَدّس الله روحه الزكيِّة واسمه حسن نصرالله.

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال