جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف حسن نية إيران عامل ضغط عليها وليس لها.. بوصلة المواقف..!

حسن نية إيران عامل ضغط عليها وليس لها.. بوصلة المواقف..!

حجم الخط

 


جليل هاشم البكاء || 


من يتأمل المشهد الإقليمي والدولي اليوم يلحظ أن إيران تقف في مواجهة معسكرٍ مترامي الأطراف، معسكر لم ولن يعترف لها بحق امتلاك عناصر القوة. فهي … بحكم موقعها السياسي والجغرافي والفكري … جزء من محور يقاوم المشاريع الغربية … الصهيونية التي تستهدف المنطقة منذ عقود.

لقد أثبتت إيران، مراراً وتكراراً، بحسن نية وبشفافية أن عقيدتها العسكرية دفاعية الطابع، وأنها لا تسعى إلى حروب هجومية أو توسع عدواني. غير أنّ هذه المصارحة لم تجد أذناً صاغية لدى خصومها، لأن هؤلاء لا ينطلقون من منطق القلق الأمني فحسب، بل من إرادة سياسية ثابتة ترمي إلى إضعافها أو حتى إزالتها من الخريطة.

فالعدو الأول لإيران، أي الكيان الصهيوني، لا يخفي رغبته في رؤيتها تنهار، وهو في ذلك مدعوم من الراعي الأمريكي الذي يوفر له الغطاء السياسي والاقتصادي والعسكري. أما الترويكا الأوروبية، فقد أظهرت ازدواجية واضحة: ففيها من صنع المشروع النووي الإسرائيلي أصلاً، وفيها من تواطأ مع الحروب على المنطقة، وفيها من بارك ضربات إسرائيل واعتبرها مهمة قذرة لكنها ضرورية وممدوحة.

وإلى جانب ذلك، هناك أطراف عربية وإسلامية تقف في صف الكيان الإسرائيلي، وإن لم تُعلن مواقفها صراحة، مكتفية بالدعم الخفي أو الصمت المتواطئ.

أمام هذه المعادلة، يصبح حسن النية الإيراني في التفاوض أو التعاطي مع المجتمع الدولي عامل ضغط عليها، لا مكسباً لها. إذ تُقرأ التنازلات باعتبارها ضعفاً، ويُستغل الانفتاح لتكثيف الضغوط. وهكذا تجد إيران نفسها بين خيارين لا ثالث لهما: إما أن تُدفع نحو المصير العراقي والليبي .. حيث كانت الثقة بالغرب سبب انهيار الدولة ومقتل القادة … كما يصرّ على ذلك نتنياهو وترامب ومن يسير في ركبهم، أو أن تسلك الطريق الكوري الشمالي، حيث الردع بالقوة هو الضامن الوحيد للبقاء.

إن جميع الشعوب والقوى المغتاظة من عنجهية أمريكا وغطرسة إسرائيل ترى في امتلاك إيران لسلاح ردع قوي حقاً مشروعاً وضرورة وجودية. فليس ثمة منطق في مواجهة أعداء يتمنون زوالها سوى أن تملك الوسيلة الكفيلة بردعهم، لأن حسن النية وحده لم ولن يكون درعاً واقياً.

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال