حسين الذكر ||
قبل سنوات كتبت رائيا بينت به ان الوصول الى كاس العالم بحد ذاته يعد انجازا ساذجا ) .. دون التعمق بالمعنى وفهم النص وعلى طريقة ( لا اله .. ) واقطعوا راسه !
قبل ان يكمل : ( الا الله )! هاجمني وانتقدني آخرين سيما المستفدين شخصيا من بقرة كرة القدم الحلوب والمعشعشين على ملف ما زالوا الى اليوم – وبرغم التعولم الذي دخل المدن ثم عبر سياج البيوت وكسر النوافذ والابواب بل اقتحم مخادع ومضاجع الرجال والنساء .. – يعتقدون راسخا ان كرة القدم مازالت ( طوبة ) – كما يسموها اهل الشام والعراق – مجرد لعبة لتنافس وتباري الصغار واستمتاع وترويح الكبار ..
هنا نقف امام علة فلسفية ومشكلة اجتماعية كبرى بل خطل معرفي وعطب تفكيري لا ينسجم مع قفزات التطور التي غدت محلقة عابرة للقارات وفي طريقها للاستقرار بالكواكب ..
اليابان نعم اعلنت انها ستفوز بكاس العالم خلال خمسون عام .. وقد وضعت ستراتيح كومبيوتري عقلي متكامل راسخ مراقب متابع مدقق محاسب يقوده رجال العقل والفكر وقد اطلقوا حملة متكاملة ممهدة لبلوغ الهدف ..
الحملة شملت البيئة والتعليم والمنشئات والعمران والتطوير المؤسساتي والاحتراف الاستثماري والتسويق التجاري والعقلنة الحاكمة المنضبطة التي لا تتوقف عند نتائج مباريات بل تبدا من المؤسسات ومدى تطبيق المناهج المتطابقة مع الفلسفات المعدة والموضوعة سلفا .. انها رؤية حياة لا تكتيك مدرب ولا مراوغات لاعب ولا صرخات معلق ولا صخب مدرجات .. انها بناء الذات التي جعلت من اليابان دولة عظمى ويحق ويليق بها ان تنافس حضارات العالم ثقافيا ..والتي يعد كاس العالم جزء يسير منها ..
تحدث الجمهور العربي عامة والمصري خاصة عما يسمى بازمة النجم محمد صلاح في ليفربول .. مع ان العملية برمتها لا ازمة فيها وهي تدرج طبيعي لمراحل الحياة وفي اوربا تحديدا حيث ولد الاحتراف وعاش وترعرع وغدا غول عالمي مهيمن لا ينظر الى الاسماء الذاتية اطلاقا الا من باب التوظيف الناعم ..
غير ذلك فالمستوى والعطاء داخل الميدان وضمن خطط المؤسسة هو الفيصل في بقاء اللاعب او بيعه او اعارته او فسخ عقده .. انها قاعدة حضارية لا تخضع لاي منطق عاطفي تسير بهدى العقل الاستثماري بكل وهجه وجماله وقوته وهيمنته .. وقوانينها لا تقف عند اسم وجنسية ودين ومذهب لاعب ام مدرب فالكل يخضع لذات القاعدة ..
مسي او صلاح او نيمار او اي نجم اخر .. فالعطاء الفني هو الطاقة المحركة لعجلة الاحتراف فان تعطل او اصيب باي عطب سيؤدي لموت العجلة ان لم يزاح بسرعة الية وبحكمة مهنية وبلا عاطفة سلبية ..
بطولة كاس العرب في الدوحة 2025 فيها الكثير من الدروس والعبر التي ينبغي التعلم منها لازاحة عواطب تاخير سير العجلات في الكرة العربية بمختلف اقطارها .. فروح التجديد لا تعني العمر والمود والفهلكة والفذلكة والتمنق والتحذلق ..
الوعي ثم الوعي ثم الوعي بالاهداف المؤسساتية المرسومة والسير بها نحو الهدف الاستراتيجي العام بعيدا عن هلاهل ( سومة او قهقهات مريومة ) ..!
