جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 


كوثر العزاوي ||


يُقبِل عامٌ وآخَر ينقضي، والعمر بينهما يجري، والحياة تجري بنا في موج الأقدار، كما جرَت فينا أضدادها عامٌ كامل.

رأينا العَتمة والنور، وذقنا الفقدَ والعِوَض، لَمسنا الكسرَ والجبر، وشعرنا بالارتباك والقوة، عِشنا وحشة الغياب ورحيل الأحباب، وتذوّقنا مرارة النهايات وسِعة البدايات، حسنات وسيئآت، دموع وابتسامات، منعطفات وتعثرات، آمال وآلام، وداعٌ ولقاء، خسارة وربح، سلام وحرب، وكم بَكينا وضحِكنا، فرِحنا وحزنّا، أبَحنا وكتَمنا.

وفي كلّ ما جرى تذكرة وعبرة لِمَن يخشى!

وها قد أفلَ عامنا وانطوت صفحة أخرى من أعمارنا، والدنيا تُتابعُ سَيْرها وفق سنن الكون، وستنقضي هي الأخرى يومًا ما كما قُدِّر لها.

مرحلة من عُمرنا تصرَّمت وانطوت صفحاتها، لتبقى إرشيفًا في خِزانة أعمالنا، فلا نعلم عدد ماأحصاه كتابنا من خير وشر، والعاقبة للمتقين.

وهل الحياة سوى وقائع وأحداث! لكنها تجيد إزاحَة الأقنعة ببراعة ووضوح لترينا حقائق المبهمات! ومع كل تلك التناقضات والمفارقات، والمفاجآت والملابسات. ترى، فما نحن فاعلونَ وذي سنّة الله فينا؟!

فهو العالِمُ “عزوجل” كيف نكون وما ستكون خريطة سَنَتنا هذه! أليس نحن مَن يرسمها؟! ونحن المسؤول عن توجيه بوصلة أعمالنا؟! أجل إنّه تكليفنا الذي يتطلب الإعداد والإستعداد، لوضعِ خطةٍ، كي نبدأ من جديد، فنحصي عدد العثرات لنجتنبها، ونستحضر موارد الإرتقاء لنحافظ عليها، ونعدّ موارد الكبوات فننتفع منها، ثم نبحث عن مواطن الغفلة والسقطات، لنستبدلها وعيًا ويقظة وبصيرة.

ومع انطواء صفحة وولوج أخرى، نسعى لنعزز الهدف، ونعيّن الغاية، وأول السير إيصاد منافذ الشيطان، لصدّ العاصفات من الريح، وكبح جماحها الأهوج، حفظًا لثباتنا، وخوفًا من زوابعها التي تهزّ سكوننا.

ومابين الخوف والرجاء، يكون المنطلَق ويبدأ الكدح، علّنا نقترب، وعسى أن يُفتح لنا بابًا لوُلوج محلّ النور الذي نتلمّس فيضهُ، ونتحسّس حضوره، فهو الناظر حالنا، الراعي أمرنا، صاحِبَ الزَّمان “أرواحنا فداه” لنضع كلّ ممتلكاتنا المادية والمعنوية بين يديه، ورهن إشارته، وتحت إمرته وخدمته، مطمئنين آملين أن تكون خير صفحة تتصدر عامنا، وهي الأخرى ستضاف الى كتابنا الذي سيتم نشره ذات يوم في شريط الحقيقة!.

وهنالك ندرك معنى السنين والأيام، وكيف تمرقُ كعادتها بِتتابُعٍ سريع، عندما تغادرنا بلَمح البَصر! وما قِصَرُ الأعوام ومرورها، إلّا جزء من رَصيد أعمَارنا، فِي دنيا كل شيء فيها سَأَم مخيف، ولاعزاء سوى ما ننتظرُ من وعدٍ جميل آت، وهو على أبواب الزمان ينتظِر، والأمر كله لله!

فنسألُكَ اللّهُمّ حسن الخاتمة وخيرَ العمل وحُسنَ الأثر في عامنا هذا وقابل الأعوام.

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال